مصر تحتفل بأول عيد للعمال عقب ثورة يناير وسط حراسة الجيش

بدأ الاتحاد العام لنقابات عمال مصر صباح الأحد احتفاله السنوي بعيد العمال الاحد بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء ثورة 25 يناير، فيما أكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أن ثورة 25 يناير قامت على ثلاثة مبادىء أساسية هي "الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية"، مشيرا الى أن تلك المبادىء هي التي تحدد مسارنا اليوم نحو اقتصاد أكثر عدلا وتكافؤا لأن المصري يجب أن يعيش مرفوع الرأس.

وقد فرضت القوات المسلحة إجراءات أمنية مشددة صباح الأحد، حول مقر اتحاد عمال مصر بشارع الجلاء وسط القاهرة، رغم قرار الاتحاد بعدم إقامة الاحتفال الرسمى بعيد العمال بمقره الرئيسى، واختيار مكان بديل تابع لوزارة الإنتاج الحربى بمدينة السلام.

وقال شرف -الذي اعتذر عن حضور الاحتفال مكتفيا بالقاء بيان اذاعه التلفزيون المصرى- إننا اليوم نحتفل بأول عيد عمال عقب نجاح ثورة 25 يناير, وكلنا أمل وثقة في تنفيذ المبادىء التي قامت عليها الثورة، وفي هذه المرحلة نحن في حاجة الى تكاتف الجميع شعبا وحكومة لضمان الانتقال الى نظام ديمقراطي يقوم على الشفافية ومحاربة الفساد , ويتيح لكل فئات الشعب بلا استثناء التعبير عن مطالبها الشرعية بصورة منظمة ومتفق عليها, ويضمن استجابة الحكومة لتلك المطالب.

وشدد رئيس الوزراء على أن حكومته تعمل جاهدة من أجل إعادة بناء الاقتصاد المصري وتشجيع الاستثمار وزيادة فرص العمل, وهذا يتطلب التعاون والتكاتف لإعادة عجلة الانتاج في كافة القطاعات بصورة طبيعية حتى نضمن خروج البلاد من تلك الظروف الاستثنائية التي تمر بها الى مستقبل أفضل لنا ولابنائنا.

وتطرق رئيس مجلس الوزراء - الى الجولة الخليجية التي قام بها قبل أيام, وقال إنه لمس لدي الدول التي زارها رغبة كبيرة في زيادة الاستثمارات في مصر , ونحن نتوقع بالفعل زيادتها خلال الفترة المقبلة, "والكل يحسدنا على العامل المصري وقدراته وكيف استطاع أن يبني مصر ويحمي الاقتصاد في جميع الظروف وبعضها كان أصعب من الظروف التي نمر بها الآن".

وأضاف نحن نسعى إلى تنفيذ الاولويات التى تكلمت عليها فى السابق من خلال مجموعة من البرامج التالية:
أولا: إصلاح منظومة الأجور بالكامل بكافة جوانبها ووضع علاقة عادلة بين الحد الأدنى والاقصى , وأيضا تربط الانتاجية والكفاءة بالأجر , وتأمين تحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصرى, وإلى حين إعداد خارطة الطريق لإصلاح منظومة العمل والأجور والبدء فى تنفيذها , أؤكد لكم استمرار العمل بالعلاوة السنوية الخاصة لمواجهة غلاء المعيشة والتى تتناسب مع معدلات التضخم, وقد تم التعجيل بإقرارها بعد الثورة وتم صرفها اعتبارا من شهر إبريل الماضى بدلا من أول يوليو القادم كما هو المعتاد فى صرف مثل هذه العلاوة.

ثانيا: إطلاق الحريات النقابية فى مجال العمل من خلال قانون نقابى يكفل للعمال وأصحاب الاعمال الحرية النقابية بعيدا عن سيطرة أى جهة إدارية.

ثالثا: إطلاق برنامج جديد وطموح لتعظيم دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى دفع النمو الاقتصادى بصفتها قاطرة هامة وفعالة فى التشغيل والتوظيف حتى نحقق هذا الهدف , والعالم فى الحقيقة كله خاصة فى فترات مثل الفترة الحالية الاقتصاد بدأ يعتمد على المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أجل الدفع بالاقتصاد وتوفير فرص عمل وحياة كريمة.

وأضاف رئيس الوزراء انه من هذا المنطلق تم تخصيص أحد البنوك المصرية لتمويل هذه الصناعات الصغيرة والمتوسطة حتى نستطيع أن نضمن لها الاستمرارية.

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال إسماعيل فهمى القائم بأعمال رئيس الاتحاد إن الاحتفال بعيد العمال هو رمز تضامن العمال ضد الاستغلال من أجل نيل حقوقهم المشروعة في الأجر العادل وسيادة علاقات عمل وظروف مستقرة, ووضع شروط وظروف عمل مناسبة وتوفير العمل اللائق وزيادة الخدمات الثقافية والاجتماعية والترفيهية التي تقدم للعمال, والاهتمام بالسلامة والصحة المهنية وبيئة العمل.

وأضاف أن الاحتفال هذا العام يتزامن مع احتفال شعب مصر العظيم بانتصار ثورة 25 يناير المجيدة, وحلول الذكرى 29 لتحرير سيناء الغالية.

وجدد العهد بأن "يستمر عمال مصر دعامة التقدم من أجل دعم مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي نأمل أن تعيشها مصر في ظل ثورة 25 يناير وفي حماية القوات المسلحة الباسلة".

وأضاف أنه "وفاء من الاتحاد العام لنقابات عمال مصر لتضحيات أبطال الثورة الذين قدموا دماءهم الطاهرة دفاعا عن حرية مصر وكرامتها, ووضع حد لممارسات النظام السابق التي لم تكن تحترم الحقوق والحريات العامة, فقد قررنا أن يكون احتفال هذا العام تخليدا لذكرى شهدائنا الأبرار الذين وضعوا نهاية لأسوأ المراحل التاريخية التي اجتازتها مصر وخاصة خلال ال`30 عاما الماضية التي فقدت خلالها مصر أدوارها على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية."

وجدد التزام الاتحاد برفض التطبيع مع اتحاد عمال اسرائيل الا في حال استعاد الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المغتصبة, بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف, وكذلك انتهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية في سوريا ولبنان.

أقيم الاحتفال بعيد العمال تحت رعاية المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وحضره وزراء القوى العاملة أحمد حسن البرعي والبترول عبدالله غراب والصناعة والتجارة الخارجية سمير الصياد والتنمية المحلية محسن النعمانى والزراعة أيمن أبوحديد ومحافظ القاهرة عبدالقوي خليفة فضلا عن القائم بأعمال رئيس اتحاد العمال اسماعيل فهمي.

وقد بدأ الاحتفال بتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم وعزف السلام الوطني.